Maroc info | أخبار المغرب

عام الجوع والانفلات وصل الجزائر

عام الجوع والانفلات وصل الجزائر


“ما بني على باطل فهو باطل” تصلح عنوانا للحالة الجزائرية، في شقيها السياسي والاقتصادي.فما أن انتهت طفرة أسعار النفط حتى بدأ كل شيء يتهاوى مثل أحجار لعبة الدومينو: قلاقل اجتماعية، مؤسسات دولية تقرع نواقيس الخطر، نخب حزبية تصرخ، شباب يتمرد، شح في المواد الغذائية، أزمات في المرافق…”وضعية مقودة” كما وصفها زميل جزائري.
حكاية تعامل حكام الجزائر مع ملايير البترول تشبه قصة الصرار والنمله التي جعلنا المرحوم أحمد بوكماخ نستوعبها مبكرا، وهي لمن لا يعرفها من الجيل الجديد اختصار لحكمة النمل في تحصيل وتحصين المؤونة أيام الصيف ووفرة الغذاء إلى أيام الشدة في البرد والشتاء، مقابل استهتار الصرصار بها أيام الرخاء الصيفي ليجوع أيام القر ويصبح متسولا.
تؤدي الجزائر اليوم وستؤدي غدا ثمن استهتارها بمقدرات بلادها من جهة، ومن جانب آخر ستدفع ضريبة سياستها العرجاء الحاقدة على المغرب ولو علم ملايين الجزائريين كم أنفق حكامهم على الجهات المعادية للمغرب من ملايير الدولارات من جوع الشعب وعرقه لأصيبوا بالجنون أو الثورة على طول البلاد وعرضها.
ولو عرف سواد الشعب الجزائري ماذا صنعت بهم الآلة الإعلامية والتربوية الرسمية من أفاعيل لتجهيلهم وتبليدهم لذهبت عقولهم أو لذهبوا هم بكراسي من جعل شعب المليون شهيد أرخص وأفقر شعوب الأرض.
ما الذي تبقى لجنرالات الجزائر؟ حفنة كذب لم يعد يصدقها حتى من يصنعها..وخردة سلاح روسي ـ سوفييتي يعود لمرحلة الحرب الباردة.إنه إفلاس دولة معلن.
علينا أن نلاحظ جيدا لازمة المفردات التي يكررها حكام الجزائر عند كل مصيبة تحل بالبلاد بسبب غيهم: جبهة التحرير..الشهداء..الاستعمار…المليون شهيد..ماذا يمكن أن نسمي هذا؟
باختصار: سجل تجاري جعل النخبة تقبض ثمن استقلال البلاد بلا هوادة وكأنها في الحقيقة صفقة بمواثيق و ليست تضحية وطنية واجبة على أصحابها ألا ينتظروا جزاء و لا شكورا.
فقبل ثلاثة أيام فقط نظم عشرات الشبان والطلبة في مدن جنوب الجزائر احتجاجا أمام مقر ولاية تمنراست ودائرة عين صالح تنديدا باعتزام السلطات الشروع في استغلال الغاز الصخري بعد أيام على حفر أول بئر تجريبية.

وجرت تظاهرة أمام مقر ولاية تمنراست وأخرى بالقرب من مقر دائرة عين صالح على بعد مئات الكيلومترات، مال يعني انتشار رقعة الاحتجاج واتسعاها بالبلاد.
كما تناقلت نقلت وسائل إعلام جزائرية صورا لطلاب المركز الجامعي لتمنراست نظموا مسيرة رفعوا خلالها شعرات “لا للغاز الصخري” و”الطلاب متضامنون مع المحتجين”، ومعروف أن الجامعات في كل بلاد العالم تعتبر مراكز للاحتقان وإطلاق الشرارت الأولى للثورة حينما يعم الفساد والاستبداد.

وكان وزير الطاقة يوسف يوسفي أعلن أواخر الشهر الماضي أن الجزائر نجحت في حفر أول بئر تجريبية في محيط أهنات في عين صالح، واصفا إياه بـ”الواعد جدا”.
ومنذ ذلك الإعلان اندلعت احتجاجات ضد استخراج الغاز الصخري في تلك المناطق الصحراوية حيث توجد أغلب احتياطات هذه المحروقات التي تعتبر غير تقليدية.
ويذكر أن الجزائر تحتل المركز الثالث عالميا من حيث احتياطي الغاز الصخري القابل للاستخراج بحسب الوكالة الأمريكية للطاقة.

وتشير كل الوقائع إلمتسارعة إلى أن السنة الحالية ستكون عام الجوع والانفلات في الجزائر، ذلك أن النظام الذي تعود على شراء السلم الاجتماعي بالاعتماد على ملايير عائدات النفط سيجد نفسه محاصرا بكثرة الاحتجاجات وتدهور أسعار البترول إلى ما تحت خمسين دولارا للبرميل الواحد، سيما بعد انتهاء الشهور الباردة وانخفاض الطلب على الذهب الأسود.



شاهد ايضا